عند قراءاتي لروايه عزازيل للكاتب الرائع "يوسف زيدان"
،استوقفتني كثيرا شخصية تدعى " أوكتافيا"،أوكتافيا هي ارملة شابة تزوجت
من رجل عجوز وقتل على يد المسيحين لانه كان وثني
في وقت اضطهاد المسيحين للوثنيين واليهود في الاسكندرية ، هي كمان كانت
وثنية الديانة ووثنية الجمال ووثنية في حبها لا يحدها شئ ،كانت عاطفتها قوية
كعاصفة .
هي عمرها ما حبت زوجها ولما مات فضلت عايشة على نبؤة عرافة قالت لها انها
هتقابل حبيبها بعد نقطتين قد يكونوا يومين ااو شهرين او عامين .
وفي نهاية العام الثاني قابلت هيبا الغريب، منحته اسم ومنحته حب ومأوى وحتى
باب العلم اللي كان بيهواه فتحته ادامه
على مصرعيه فتحت له ابواب الحياة وفتحت
لنفسها معاه نفس الباب .
لكن القدر اراد يختبر حبها ويختبر رغبتها في الحياة ، حبيبها طلع مسيحي ،واذ بها بتتحول من امرأة
ممتلئة بالحب والأمل لامراة بيمتلكها ويسكنها الماضي بعمق وقوة خلوها تطرد حبيبها شر طرده من جنتها !
اوكتافيا مثال للمراة لما تستغبى ، اها والله ، الحياه اعطتها فرص كتير
،فرصة انها تتعلم وتحتلط بمحبي العلم واستاذة الزمان هيباتيا لكن هي عملت ايه في
المقابل سخرت من العلم وكبرت دماغها !
اوكتافيا زي كتير من البنات بتحب فساتينها والخروج والبحر،ممكن تقضي وقت في المطبخ تطبخ وتتفنن في
الطبخ لحبيبها ،وبتجد ان العالم ده احلى
واهم من الفلسفة .
والقدر كان كريم معاها واعطاها ما تمنت
اداها فرصة الحب واتعاملت معها بغباء ،وبشجاعة برده ،عاشت التجربة بكل
جوانبها ، منحت جسدها وروحها لحبيبها علشان ترتوي من الحب اللي عاشت محرومة منه
عمرها كله .
ربما كانت مدركة انها الفرصة الاخيرة
ربما
علشان كده عاشتها بجرأة وقوة
ربما
ممكن تكون ندمت على طردها لهيبا من جنتها
وتمنت لو القدر يديها فرصة تانية تقابل فيها حبيبها، ربما برده تكون بحثت
عنه
ولما لقاها هيبا انتزعها منه القدر.
قتلت اوكتافيا وهي بتدافع عن صديقتها هيباتيا ،وكانت هي الانسانة الوحيدة
اللي تجرأت للدفاع عن "هيباتيا"
وكان الجميع اما مشارك في اغتيال هيباتيا او خائف ،هيبا نفسه كان خائف .
السؤال بقى احنا ازاي بنتعامل مع الفرص اللي بيمنحها القدر لنا ؟