الاثنين، 26 مايو 2014

أزرار بدلة

كل  يوم تفتح دولاب ملابسها  لتبحث عن تلك العلبة التي خبأتها بحرص عن جميع الأعين ،تلك العلبة الحمراء المعطرة بعطرها الوردي الأثير والقابع داخلها "أزرار بدلة" ابتاعتها كهدية لحبيبها في يوم مولده ،كم تود أن تهدي العالم كله هدايا في هذا اليوم ،تود أن تقبل رأس والدته ويدا والده فهم من جلباه للعالم من أجلها هي ،كم تود أن تنثر الورود والرياحين في دربه كي يسير عليها برهف وتكون حنونة على قدميه وهذا اقل استقبال يليق بملاك حياتها .

تضم العلبة الى صدرها وترسل بصحبتها قبلات ...هكذا حتى أمتلأت العلبة بمئات القبلات وازدحمت ،فحزنت صاحبة القبلات لانها لم تتمكن من اعطاء العلبة لملاكها ،تعلل بانشغاله بحجة العمل ،وتعددت المواعيد وتكرر التأجيل وهي تلعن في سرها هذا العمل الذي يسرقنا من أيامنا ،حتى جاء يوم واتخذت القرار ،لن تظل في انتظاره تجمد أيام حياتها في ثلاجة أعصابه الهادئة ودوامة أعماله اللا متناهية ،ستخرج من تلك القوقعة التي تحيا بها ولتمعن في انتقامها ستعطي الأزرار لأول من تقابله 
أخرجت من دولابها فستان أزرق اللون وحذاء وحقيبة طال انتظارهم على شماعة الأمل ارتدت الفستان ووضعت مساحيق تجميل على وجهها وكانت تلك المساحيق نسيا منسيا بالنسبة لها ،ولم تنس أن تضع علبة الأزرار في حقيبتها واستعدت للخروج للعالم.

على باب حجرتها وقفت تراقب أخاها وهو يتأنق في بدلة جديدة ابتاعها من أجل حفلة تخرجه جعلته يبدو كأمير قادم من حلم جميل ،أخرجت العلبة من حقيبتها ونظرت لأخيها بحنو وقالت له "كده تكمل الشياكة" أعطته العلبة وطبعت على جبينه قبلة وتركته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق