ومن بعد أن جاب الأرض زحفا
والأسقف العالية ايضا
، بعد كل تلك الرحلات
وبعد كل تلك الأماكن التي زارها عبر أكياس القمامة وغيرها
وبعد كل هولاء ذوي الأنفس الحساسة والأحاسيس المرهفة والذي كان ظهوره فقط أمامهم كفيل باثارة غثيانهم.
وبعد كل المطاردات التي أثار بها الجنون
أو أراح بها الكثيرون وخلصهم من طاقتهم السلبية عندما كانوا يجرون خلفه ويضربونه بأحذيتهم،كان يعلم أن مع كل محاولة لقتله أن أحدهم يقتل خوفه ربما أوشئ يستحق القتل حقا،فكان يسعد كثيرا بوجوده .
أما الآن فأن أحدهم نجح في المحاولة ورقد صرصور بلا حول ولا قوة جثة هامدة على الأرض ،ومالبث حتى اجتمعت حول جثته جحافل من النمل تحول نقل جثمانه الضخم الى بيتهم ،ياله من وليمة !
بعد أن شعروا بأنهم لن يفلحوا في المهمة بدأوا في تقطيع جسده و نقله لجحرهم ،يالها من قسوة ولكن الحياة تشتمل على القسوة !
عندما دخلت المطبخ وشاهدتهم ارتعبت من المشهد ،قررت التدخل،نثرت عليهم الماء ليموتوا جميعا أو بفروا تذكرت في صغرها تلك اللعيه المجنونة التي كانت تمارسها وهوايتها في تطفيش النمل من جحره ،كانت تعتقد أنها تفهم مايقوله النمل وبتلك الطريقة تعرفت على مخأبئهم عندما كانت صغيرة ،بدأت في استعادة مواهبها القديمة وسمعت واحدة من النمل تقول بتهكم "بتتحمق على صرصار!"،أثارت كلمات النملة سخطها فأصرت على قتلهم ،تحدى النمل ارادتها وصمم على العودة للوليمة !جنت أكثر فأخذت تسكب الماء اكثرواكثر ،اخذ النمل يزحف نحو قدميها لينجو من الماء ليعاقيها و ينتقم بقرصها ،ولكن كانت سطوتها أكبر أخذت تسكب الماء بشكل جنوني وتسحقهم بقدميها .
دخل عليها المطيخ وجدها تسكب الماء بشكل هستيري ،صرخ في وجهها "بقى لي ساعتين بنادي عليكي ...سيادتك بتعملي ايه"
لم يسمح لها بأن تجيب وأصدر أوامره بأن تأتي في الحال لتلبي رغباته وهي لم تملك سوى الانصياع لما يقول .