الأحد، 1 سبتمبر 2013

من مذكرات مدرسة "الشرر المنطفئ"


استيقظت كعادتها ممتلئة بالضيق والحنق والسخط على اليوم الذي قررت أن تمتهن فيه التدريس هي لا تريد ان تكون معلمة ولكنها لا تعرف ماذا تريد ان تكون  وحتى لو أرادت شيئا أخر مختلف هذه البلدة لا يعمل بها سوى "المدرسين" وعلى الرغم من هذا لاحظت الغلطات الفادحة في الكتابة لدى الطلاب الذين تزورهم مرة كل اسبوع خلال فترة التربية العملية ، اسرعت في ارتداء ملابسها لكي لا تتاخر في تسجيل حضورها هي ايضا طالبة تمثل دور "المعلمة" حتى لا يخصم من درجاتها  ولكنها وصلت متاخرة لتجد المشرف بدأ حصته .
الطالب: هو كل المسلمين مؤمنين ؟
الاستاذ:شرط الايمان انك تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، كده انت تبقى مؤمن 
هم الطالب بأن يسأل سؤال آخر ولكن بادره الاستاذ وقاطعه لاستكمال شرح الدرس ، كانت شرارة بدأت تنير عقول الطلبة كي تجيب على تساؤلاتهم الحائرة التي تلعب دائما بعقولهم 
"الجن" شرارة ’آخرى أشعلها الاستاذ قائلا"في حقد من الجن على الانسان علشان ربنا استخلف الانسان"هنا بدأت الاسئلة تنهمر وكالعادة قاطعهم الاستاذ بحجة"مش موضوعنا" واستكمل شرحه 
الاستاذ يملائه الاحساس بالملل وهي ايضا والصغار لا يكفون عن الحركة ، بدأت روح الشباب تدب فيهم  وجوههم تتغير اصواتهم ايضا شواربهم بدأت تنبت ، وترفض روح الصبية ان تغادرهم 
روح الصبية هذه ترفض ان تغادر الرجال طوال اعمارهم فلماذا نلوم الصغار ؟لماذا نعتب عليهم مشاجراتهم السخيفة او حتى دعاباتهم التي لا تخلو من ركلة او كلمة بذيئة او صراخ ومن يكبرونهم يقوموا بمثل هذا واكثر 
يأتي اليها تلميذها "مهند" الذي يحب التمثيل يقترح عليها ان يقوموا بتمثيل الدرس ومسرحته توافقه "أخيرا شئ يكسر الملل" ولكن الاستاذ كعادته يطفئ شرارة بهجتها ويقول ان هذا شأن فريق المسرح وليس التربية العملي !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق