السبت، 10 أغسطس 2013

العيد ليس دائما سعيد

كانت تجلس في شرفتها تراقب  كعادتها كل شئ يجري من حولها بعينيها التي اصبحت كثقبين وسط كرمشات وتجاعيد نحتها الزمن على وجهها .
جلست تتأمل الكورنيش الذي احتشد به المصلين ليؤدوا صلاة العيد ،تكبيرات العيد هذا العام محقونة بالغضب مقدحة بنيران وشهوة الدماء والقتل 
تطل الى الداخل زوجة ابنها تسكب الماء على أرضية الحجرة المتآكلة بضيق وضجر  والتي ترفض ان تبدلها بالسيراميك تلك الحجارة الباردة الصلبة كانت تقول "الباركيه ده من ريحة أمي" رائحة العهد الجميل عهد امتلأ حياة وطيبة وبركة كان ضحك الصغار لا يكف كان رمضان بطقوسه هو اله البهجة ،ساحر صغير يطوف في الماء ملوحا بعصايته فتبدأ الافراح حتى لو استنزفت كل ما في جيوبنا لا نبالي  الياميش والقطايف ثم الاستعداد لشراء لبس العيد وتعليقه في شماعة الدولاب منتظرا العيد على احر من الجمر والصلاة والعيدية   اذكر مشاجرة الصغيرة معي عندما كنت اعطيها عيدية اقل من اخواتها الكبار  تثور وتفور وتصرخ قائلة "اشمعنا هما" ثم تصرخ فيها الكبرى  التي لا تسأم من تذكيرنا "انا مش خدامة انا مش خدامة"علشان افضل موحولة كده ليلة العيد وهما مستريحين "،تجمعنا في العزومات في الشهر الكريم والعيد اما الآن العزومة الوحيدة التي جمعتهم فيها "قلبوا دماغنا بالسياسة وكانوا هيموتوا بعض!!!" 
تشعر بدنو أجلها تتذكر واجبات دينية أجلتها ولا تستطيع الآن أن تؤديها  
فجأة اصبحت لا تفهم ما يحدث من حولها هرج ومرج أمامها تسمع دوي طلقات لا تفهم هل هذه اصوات صواريخ العيد  ام ماذا؟،دماء تسيل تسقي الأرصفة والميادين التي لا ترتوي أبدا ،الصغار يتساقطون كأوراق الشجر في الخريف ، وهي مازالت تجلس في شرفتها تراقب كل شئ بعينيها   التي اصبحت كثقبين وسط كرمشات وتجاعيد نحتها الزمن على وجهها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق