كلما همت ان تكتب كلمة في رسالتها لأخيها يمحيها دمعها
المنهمر تعتبرها علامة ! ، كان يوما شاقا عليها بدأ بالهجوم عليهم
في مقر عملها ثم فرارها من الباب الخلفي .
قررت أن تكتب لأخيها في الخليج لكي يرسل لها دعوة سفر ،"لم
تعد بلادنا ...لم تعد أرضنا " ذلك الاحساس الذي يتعمق داخلها
يوما بعد يوم" ، يرن جرس الهاتف زميلتها تطمئن عليها وتصمم أن
تقحمها في تلك المعمعة تتقيأ العفن داخل عقلها ، كانت تود
أن تحيا على الهامش واكتشفت هذا اليوم انه لا يوجد هوامش
الآن ، كانت تتمنى أن تحتفظ بعقلها أبيض وبقلبها أبيض وبعلاقاتها
بيضاء الا انها اكتشفت ان الابيض يعكر فوضاهم ، يضعف قوة
الأسود الذي يصرون على فرضه، الابيض يوشك أن ينهزم الأسود
يسيطر دخان الأبنية المحترقة يتصاعد ،تحترق الذكريات الجمال
التاريخ ، المدينة الخضراء الهادئة -المنيا - تتحول لسوداء ،حالات
اختناق ، تمر الليلة بصعوبة على الجميع يشرق الفجر بداية يوم
جديد من تلك الايام التي تتمنى الأ تصبح سوداء.
المنيا يوم الاربعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق