الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

يدخل الضوء ...يخرج الضوء



يدخل الضوء...يخرج الضوء
(النهاية)
لم يدم بقائه طويلا.،كانت الام خائرة القوى،تائهة قالت "هو قتلها...وانا ارسلتها لذبحها
يدخل الضوء ويخرج الضوء
يجلس الاب ووجهه فى الارض وعقله فى مكان آخروقال اجلهاولكل اجل كتاب
يدخل الضوء....ويخرج الضوء
(الجزء الاول)
اخيرا هناك من اراد ان يتكلم
الصديقة حاملة السر
قالت"لا اعرف من اين ابدأ.....فالبدايات كثيرة لنهاية واحدة....كانت جميلة وذكية احبها شيطان الانس ورفضت ،تآمر مع حليفة له
:عايزها تموت وهى حية
:بسيطة
:عايز جمالها يدبل...زى شجرة فى الخريف
قامت وانتزعت وردة وقرأت عليها وتمتمت بلغة وكلمات غريبة ...ثم القتها فى موقد نارى
كانت صديقتى ترتدى ملابسها امام مرآتها وفجأة راودتها فكرة"لما كل هذا" ....ارتدت السواد وخرجت من بيتها،ورغم هذا تابعتها عيونهم ،ما بين اعجاب وحسد تلك كانت نظراتهم ،حتى انقطع الحزام الذى كانت تربطه على خصرها وعندها حمدت الله لانه يلفت النظر
قالت الحليفةللفتى :انت لاتحتاج لسحرى ...عيونهم كافية
قال:ولكنى اريد تدميرها ....وتدمير كل اثر لها ،اريد ان يسقط هذا الصرح الممرد بالذهب الذى صنعه الناس لها ،وان يستبدلوه بسلسلة من الفضائح والقذارة
واستمروا ايام وليالى جالسين بجوار بعضهم ،هى تدمر وهو يدفع لها،تقول له "ان فتاته تمشط شعرها "
يقول :اريده ان يسقط
تحضر دمية تنغزها فى قلبها بدبوس وتقطع شعر الدمية وترميه فى النار
وتتعجب صديقتى،شعرها يتساقط مثل سقوط الشلال وتعلل هذا بتغير الفصول ودخول الشتاء
تقول الحليفة:"لديها موعد عمل"
يقول الفتى"اسكتى لسانها ،فهى فصيحة تسحر الناس بصوتها وفصاحة كلماتها
تحضر "لسان"مجهول المصدر ،تدقهه بمسامير ،وتتلو تعويذاتها ،وصديقتى فى موعدها لا يوجه لها احد كلام ،وعندما جاء دورها فى الحديث ظلت تسعل وتتلعثم حتى صرخ احدهم بوجهها وقال"اذا كنتى خائفة هكذا فى المقابلة فكيف ستكونى فى العمل"
وظل يقول ،واستمرت فى سحرها ،استمرت فى بناء الحوائط والسدود من اما صديقتى فلا تقبل فى عمل ولا فى عين رجل ،وابتعدت عن الاصحاب وصاحبها الاكتئاب واوجاع الجسد واوجاع الروح اكثر ايلاما،وزارت الاطباء واحتست انواع عديدة من الدواء ....بلا فائدة
وكانت ذروة شرهم فى ذلك الشر الغير مشعور به ،لقد اسالوا دم طهارتها فى بحيرة ماء
ارسلوا لها هذا الجنى غمنار ينظر لها من بعيد ،يتأمل حسنها فعينيه لا يمسهما سحر،يتمناها وهى نائمة ،يتحسس جسدها ،يدخل وراءها ليراها وهى تستحم،وهى تفرج عن انوثتها المسجونة خلف الملابس الشتوية،تثيره ويتمنى الالتحام ولكن تسجن رغبته مثل انوثتها

يدخل الضوء ويخرج ضوء
(الجزء الثانى)
الجن اكثر حنانا من بنى الانس ....تابعت الفتاة الحكى عن صديقتها
على يد غمنار استراحت عدة ايام،لقد زارها مرة فى عالم الاحلام ،بنى لها تلك الحديقة الوردية وتنكر فى شكل ذلك الفتى الذى افتتنت به من الافلام السينمائية ،واخيرا ضمها الى صدره فى رقصتهما الاولى التى دائما حلمت بها ،وعندما كاد ان يقبلها ،استيقظت،اكثر ما امتعه ليلتها انه شعر بعاطفة تكنّها له ،كان المسكين الى هذه الدرجة يائس فى حبها
وعندما علمت الساحرة اشتد الصراع بينهم ،اخبرها بانه يحبها ويريد ان يتزوجها،فاحرقته وحزن اخوانه من اجله لكنهم مجندين فى مهمة ليس امامهم الا اتمامها
يدخل ضوء ويخرج ضوء
(الجزء الثالث)
حضر موكب الساحرة وحراسها الى حجرة الفتاة وهى نائمة امرتهم بان يقيدوها وهى نائمة،وما ان اصدرت فرامنها حتى وقفوا صفين بجوار جسدها وبالسلاسل الفولاذية السحرية التى تتغلغل داخل الجسد فيثقل ويغرق فى بحر النوم...تم ربطها
"ضعوا فى اذنيها سدادات ،فلا تسمع ،واغروها بامتع الاحلام واظهروا امام عينيها اكثر رغباتها حقارة دعوها تنغمس فى ملذاتها ودعوا الامر يختلط عليها هل هذا حلم ام حقيقة
واثناء كل هذا....اخترق انت كمثرتها واربطها ،فلا يجب ان يكون لها اولاد يرثون عذابها،وانتى يامن تهوين الالعاب البهلوانية ،لديكى امعائها فهى مدينتك
وانت اذهب الى والديها وامسك اذنيهما ،ووسوس لهما كيف يصدقانها فى رفضها للزواج بحجة العمل والعلم والحرية......لقد ارتكبت الخطيئة ولابد ان ينكشف سرها
واستمرت الاسحار بالليل والنهار واستمر الضرر عدة سنوات ،المشكلات تلى فيها المشكلات ،وبلغ الامر بالفتاة الى حد الزهد فى الدنيا والرغبة فى الموت ،كانت تقول "انا ذاهبة الى الله فهل هذا كفر!"
وعلموا بنيتها وكررت محاولتها وازداد التعب
يدخل ضوء يخرج ضوء
(الوعى والرغبة فى اللا وعى)
ما بين الوعى والرغبة فى اللاوعى ،كانت حالتها ،وهى حالة لطالما احبتها فى اى وقت الا الآن
فقد جلسوا جميعا فوق راسها ،يتسامرون والدتها،جاراتها ،جدتها ،رفيقات والدتها ،يرثون لحالها ويدلون باقتراحاتهم
"وديها للشيخ مصطفى فى طنطا....ده ابن اختى فى الفلاحين كان فى اول جوازه مربوط ومش طايق مراته وراسه والف سيف ليطلقها ...لولا الشيخ مصطفى...ده سره باتع"
كانت والدتها تستمع جيد وتؤمى براسها
ثم امسكت آخرى بطرف الحديث وقالت"خليها تيجى معايا الكنيسة اخلى ابونا يصلى لها ويشوف مالها"تندهش الام من الفكرة ولا ترفضها .....واقتراح آخر بان تذهب فى رحلة لزيارة اولياء الله الصالحين ،فى نفس الوقت احضرت خالتها المبخرة النحاسية وانطلقت روائح البخور واحضرت ايضا عروسة ورقية مسحت بها وجه صديقتى وبابرة معدنية اخذت تغرز العروسة وتردد
"شيح شيح بخور النبى المليح ،النبى نبى كان زين وعصاه عصا الملكين ،سيدنا سليمان شاف العين قالها رايحة فين يا عين قالت له رايحة لراضعى اللبن وراكبى الخيل ،قالها انبسى انبسى لاقفل عليكى حقى النحاسى عين البت فيها نت عين المراة فيها خره عين الراجل فيها طاجن،عين اللى شافك ولا صلاش على النبى منه لله
من عين امك ،من عين ابوكى ....من عين ومن عين ،وظلت تنغز بالابرة ثم احرقت العروسة
واذ بها تصيح"بصوا ،بصوا،عيون مش عايزة تنحرق ،محسودة يا عينى يا بنتى،شايفين بتتكور ازاى بعد ما رميتها مع الشبّة
يا مصيبتى تعبان ،اتكورت وبقت تعبان

يدخل ضوء ويخرج ضوء
(الكريستالة)
لم يدم الضوء هذه المرة وقتا طويلا ،لانه امر بهذا،وامره مطاع لانه المنقذ المخلّص،كان شيخ أزهرى شهد له بطول الباع ،وجلسوا جميعا وبدأيقرأ،اخبرهم بانها مصابة بسحر شديد
وعندما رفض عقلها قوله ونطق لسانه بهذا وكانت حجتها "من انا ليلجأوا لهذه الحيل معى "
اخبرها بأنه سيجعلها ترى
كانت كريستالية الشفافية،رأت كل تلك الامور التى اخبرتك بها واكثر ،امور تحدث فى اماكن فرعونية واماكن خيالية واماكن معتادة مثل جامعتها ،انتبه الشيخ لموهبتها ....ولحسنها ايضا
وفى احدى الجلسات تطلعت يداه الى ما لاينبغى ان يتطلع له
احتارت هى ،هل هذا طبيعى ام ما؟وتكرر هذا بشكل اعمق
هنا كان لابد من وضع مسمى لما يحدث فواجهته ،فأخبرها وعينيه مخزيتين "انه ضعف امام حسنها"
وهنا وفى عينيها انهارت الاخلاق ،انه رجل دين ،كيف له ان ،وماذا تفعل فى لحظات مثل تلك
حين تختل المعايير
ماأغراه بها لم يكن جمالها فحسب ،انما تلك الموهبة ونقائها،مما زين فى عينيه الرغبة فى امتلاكها ،تلك المخلوقة هى كنز لا يقدره سوى من يعرف ،ان كل الاغطية –بقليل من الجهد- مكشوفة امام عينيها ،اذن فلما لا ،ان كل ما يحتاجه هو مجرد غطاء شرعى؟فليعطهم ما يريدوا ....ولكن هل تريده هى؟

يدخل ضوء .......ويخرج ضوء
 (هو)
دخل الضوء حياتها عبره ....ولكن كمثل انفجار نجم سرعان ما انطفأ
تركها فجأة بعد الكثير من الاعداد والاستعداد،تركها فجأة وتساءلت "هل مازالت قوى الشر هذه تعمل ؟
ام خوفها من فقدانه تحول الى حقيقة؟
عند البدء لم يكن هكذا ....كان المحب العاشق الولهان،كان يريد بناء كل الجسور وتعمير كل الجزر ...بمفرده
كأنها ارتبطت برجلين ،فى البدء كان......اما الآن فهو من جعلها تشعر انها ملعونة ،وان بداخلها فيروس او لعنة تطرد كل من يقترب منها
رغم انها فى البدء كانت المتحفظة الآنفة....هل تعلم سيدى كانت تريد ان تتخلص منه لكن هو ...هو جعلها تحبه ....حولها الى عاشقة محاربة ....هو الآخر قتلها
كل شئ كان ثقيل على نفسها ،لم تعد تحب الاختلاط بالبشر او معاشرتهم
اعتقدت ان هناك اشياء آخرى يمكن معاشرتها

يدخل ضوء ....ويخرج ضوء
(كان من الافضل ان)
حاولنا توليد الضوء والاحتفاظ به
يومها جلست انا وهى ،انا صديقتها الوحيدة الباقية المتبقية،كنا نشاهد بعض الصور الفوتوغرافية ...صور حفل تخرجنا....عندها قلت لها"لماذا لم تكملى فى هذا ؟....كنتى تجيدين اشياء كثيرة....تألقتى فى هذا اليوم
قالت"ربما لوجوده هناك"
اجبتها"ولكن انتى صاحبة مبدأ التزين للنفس"
كلمات وبضع ضحكات مصطنعة لتخفى الدموع التى ترقرقت فى عينيها،أمعنت النظر قليلا فى الصور وقالت "ازداد وزنى"
اؤمأت براسى وضحكت وقلت "ليس كثيرا "
حاولت تغيير الموضوع حتى لا تزداد حالة الرثاء للنفس هذه قتامة وقلت
: فستان حفل التخرج هذا ،انتى قمتى بزخرفته وتزيينه؟
:نعم...كنت افكر فى شئ جديد،فصنعت هذا بخامات مختلفة قش وازرار وبعض الفرو
:لماذا لا تكررى هذا؟
:ولماذا ....ليس لدى شئ
:أتعلمين يمكنك ان تعملى بهذا ،اليس هذا افضل من الجلوس بالمنزل
كانت تمر بمنحدر فى حياتها ،لم تكن المشكلة بالمنحدر،المشكلة فى الامان لقد ادركت ان الاتكاء على البشر ليس امنا
وان عليها احتضن نفسها بنفسها واسترجاع ذاتها ....وكانت قد بدأت تخطو بضع خطوات فى هذا الطريق
حتى
يدخل الضوء .....ويخرج الضوء
(الاخير)
كانت هذه هى المرة الاخيرة ،الصباح الاخير الذى بدأته والدتها بحلم غريب ثم بكاء
"يا ربى بقى كل ما حد يتقدم يمشى كده فى سكات ....يا حول الله يا ربى"
قالت امها هذه الكلمات ثم خبطت على فخذيها بقوة وعصبية "ده مش معقول....فى شيخ عايش فى الجبل بيقولوا عليه جامد وسره باتع .....لازم نروح له"
واعترض الاب لكن امام اصرار الام ،خنع ورضى ،كان حزنها قد الغى عقلها خاصة عندما كان هذا اليوم ذكرى نهاية قصة حبها الوحيدة
وازدادت رغبتها فى استرجاع فتاها ...كانت مستعدة للمضى قدما فى اى درب
انطلقوا هى ووالدتها فى رحلة الى هذا الشيخ ...وبعد انتظار طويل ومعاناة ،دخلوا اليه ،ظل يقرأعليها ما قال انه آيات قرآنية ،وبعد ان انتهى  اخبرته  ان هناك الم فى معدتها،اعطاها سائل وطلب منها ان تشربه ،لم يستقر فى جوفها حتى بدأت فى التقيؤ
حينها صاح الشيخ وقال"انظرى ...انظرى كرات الشعر هذه كانت فى جوفها....هذا هو السحر"
كانت تشعر بالدوار ولا تملك سوى ان تصدق على روايته ووالدتها مرتبكة ثم اخبرته انهامازالت تشعر ببعض التعب
فقرأ وقرأ ،وطلب من تلك الارواح الشريرة ان تحضر ولكن بدون جدوى
فكان له اسلوبه الخاص .....الضرب بتلك العصا السميكة
وكانت ارق من هذا ..
يدخل الضوء ....ويخرج الضوء
الخروج النهائى  وهو وروحها
 وتركنا للظلام السرمدى
الظلام السرمدى يأكلنا انتقاما لها




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق