في الوكر
كانت تساعد أختها الصغرى في مراجعة دروسها عندما لمست أناملها أوراق الكتاب انتابها ذلك الاحساس الذي جعل عينيها تختنقان بالعبرات ،كانت تعتقد أن عهد الدراسة هو الأسوء ،صارت الآن تعرف أنه الأفضل ، تحتقر في داخلها كل من يشكو من صعوبة الامتحانات تعلل هذا بأن "امتحانات المدارس مقدور عليها انما امتحانات الدنيا مين بيقدرعليها".
تذكرت أيام الوكر -الوكر هو شقة احدى الصديقات كانت مغتربة وتعيش هي واختها فقط في تلك الشقة- عندما كنا يتسللن الواحدة تلو الأخرى مسرعات من بين الأعين الى "الوكر"،الوكر هو الشاهد على قصصهن ومزاحهن وأحاديثهن كل الخدع التجميلية اللاتي تعلمنها يوما وكل الملخصات السرية التي دونّها سرا وأقسمن على حمايتها ثم يجدوها في المكتبات تنسخ نسخ منها لزملائهم بدون أي مقابل لمجهودهن :)...كانت أيام من أحب من ؟من ترك من؟كانت تلك القصص محور الحياة في ذلك الوقت ،استرجعت شبه القصة التي مرت بها في عامها الجامعي الاول والتي انتهت مع اقتراب امتحانات الترم الثانيلماذا تنعدم الرحمة في قلوب البعض ويقوموا بقتلك في تلك اللحظة التي تتوقع فيها أن يحتضنوك اكثر ان يكونوا بجوارك اكثر ؟...ولماذا في تلك اللحظة التي تعتقد انك ستموت يولد ذلك العملاق الأسطوري داخلك ...هذا ما حدث لقد تحولت الى آلة مذاكرة وارتفعت تقديراتها الى الامتياز في الترم الثاني على الرغم من النجاح العسير الذي حققته الترم الاول يومها تسألت "هل هناك أناس لا يستطيعوا أن يكونوا في حالة حب وقت المذاكرة ؟ومازال في ذهنها هذا السؤال ليلتها فقط أدركت انها تحب المذاكرة ولذلك قررت ان تكمل دراستها العليا"حلو ....حلو الحنين اللي لما يهف عليك ما يمررش حلقك ويقلب عليك المواجع وبسD:"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق